فيلم ''أميرة'': عندما تقتل فلسطينية إسرائيليا برصاص بشاعته الإنسانية
ربما من السهل الحديث عن القضية الفلسطينية المحفورة في ذاكرة وماضي وحاضر المجتمعات العربية والأجنبية من قبل مخرج فلسطيني عايش بشاعة الحرب والممارسات الصهيونية، ولكن من المميز أن تطرح القضية بعيون مخرجين سينمائيين من جنسيات أجنبية لتكون الزوايا مختلفة وفي أحيانا كثيرة طريفة ومستحدثة.
وكذا كان الشأن بالنسبة للفيلم الروائي المشارك ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 'أميرة ' للمخرج المصري الشاب الذي اشتهر بأفلامه المدافعة عن حرية المرأة وتناوله لقضية التحرش الجنسي ضد النساء في مصر 'محمد دياب '.
فيلم 'أميرة' لا يمكن أن يكون إلا فلسطينيا لأنه يجسد معاناة الأسير في السجون الإسرائيلية لكن من زاوية صعوبة ممارسته لحياة زوجية طبيعية وحتى حقه في إنجاب الأطفال بسلم وإنسانية قد تطالها اليد الإسرائيلية لتدنسها.
ومن هنا تأتي قضية الفيلم التي تجسد تحطيم المستعمر لحياة فتاة شابة اعتقدت لسنوات أنها من نطفة فلسطينية ليثبت بعد سنوات أنها تحمل في دمها نطفة المستعمر وتدنس حياتها وينقلب كيانها وحياة عائلتها رأسا على عقب وينتهي مصيرها بالهروب من غضب الفلسطينيين لتسقط شهيدة ويكون انتقامها لمن تحمل دمه خطأ لا برصاصة في الرأس وانما بان تستشهد برصاص بني كيانه الصهويني قرب الجدار الفاصل .
الفيلم عرض مساء أمس للجمهور في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة لمدة 98 دقيقة وقدر عدد منهم في تصريح لموزاييك عن إعجابهم بتناول المخرج موضوع إنجاب الأسرى للأطفال عبر إرسال نطفة منهم لزوجاتهم خارج السجون ولكن بطريقة مميزة تبرز بشاعة غياب الإنسانية لدى الصهاينة ومنهم من تمنى نهاية سعيدة غير استشهاد البطلة في نهاية الفيلم رغم تصوير القضية الفلسطينية بشكل جميل.
واعتبر السينمائي سليم الصنهاجي في تصريح لموزاييك أن الفيلم يحمل جمالية في الكتابة والتشويق من خلال المراوحة بين التراجيديا والكوميديا وهو ما يثبت امتلاك المخرج لصنعة سينمائية في الكتابة والتصوير وخاصة اعتماد أصعب الآليات وهي لحظات الصمت في السينما الموظفة جيدا لخدمة القضية إلى جانب قوة الأداء من الممثلة صبا مبارك مشيرا إلى أن تناول جنسيات أخرى للقضية الفلسطينية يحمل حسا فنيا مغايرا كما كانت التجربة مع المخرج التونسي الراحل شوقي الماجري ورضا الباهي وغيرهم ممن تناولوا القضية الفلسطينية في أفلامهم هذا ووقفت إحدى المشاهدات على خطا تقني تعلق بطريقة إيصال النطفة الإنسانية للقاح البويضة بين أسير فلسطيني وزوجته خارج السجون الإسرائيلية.
ويذكر أن الفيلم هو الروائي الأول في رصيد المخرج المصري محمد دياب الذي يعرف بتناوله لقضايا المجتمع وخاصة التحرش ضد النساء في مصر وتحصل على عدة جوائز منها عن فليمه "اشتباك سنة 2010 و " الحافلة 678" لسنة 2018 عن التحرش الجنسي الذي تحصل على أكثر من 30 جائزة دولية وفيلم أميرة المشارك في ايام قرطاج السينمائية ومهرجان البندقية.
تغطية:هناء السلطاني
فيديو ومونتاج: هيثم الشريف